لأنى أحبكِ .. ديوانى الأول - نسخة أولى











مقدمة


ديوانىَ الأوَّل :


حَلُمتُ كَثيراً بأن يَجىءَ هذا اليوم .. يومَ أن تَخرجَ للحياةِ والنُّور .. وانْتَظَرْتُكَ باشْتِياقِ أبٍ خَارج غُرفةِ الوِلادةِ .. يَتَحرُّقُ شَوقاً لِأن يَحملَ بين يديه وَليدَه الأوَّل ..


وَها أنتَ ذا بيَنَ يَدِى ..


قَارِئى الفَاضِل :


خُلاصَةُ عُمرٌ .. هذا الذِى بَينَ يَدَيكَ الآن .. خُلاصُةُ أربَعِ سنواتٍ مِن الشّعرِ والألمِ , قَضَيْتُها ما بَينَ أحاسِيسِى وكَرابِيجِ الحَيَاةِ .. وَمَا بَين نَهرِ الشِّعرِ وبَرَاكينِ الظُّروف ..


أحبَبتُ .. وتَعَذَّبتُ .. وضِعْتُ .. وفارَقْتُ .. والتَقَيْتُ .. ونُفِيتُ .. وتَغَرَّبتُ .. وعَانَيتُ .. , وفى المقابل كَرِهتُ .. وعَشِقتُ .. وعُشِقْتُ .. وفُورِقْتُ .. ووَعَدتُ .. وأَخلَفتُ .. وخُنتُ .. ووَفَّيتُ ..


فَوُلِدَ لى مِن رَحِمِ كُل هَذه الأحداثِ طِفلاً كثيرَ التَنَاقُضاتِ .. فَسَمَّيتُهُ " لِأنّى أُحِبُّكِ .. "






ومَنْ مِنَّا لَمْ يُحِبُّ .. ومَن مِنَّا لَم يَتَعَرَّضْ لِهَذِهِ الأشِعَّةِ البَنَفْسِجِيَّةِ اللَّاسِعَةِ .. وَمَنْ مِنَّا لَمْ يُبكِهِ فِرَاقَ الحَبيبِ حِيناً .. وَقَسوةِ القَدَرِ أحْيَاناً ..


ومَن مِنَّا لَم يَتَعَهَّد - ألفَ مَرَّة - أمَامَ نَفسِهِ بألَّا يَذُوبَ اشْتِيَاقاً .. وألَّا يَسْمَحَ للحُبّ أن يَتَسَبَّبَ بِحُرقَةِ العَيْنَيْنِ .. واختِنَاقِ الصَّوتِ .. وارتعَاشَةِ الأصَابِع ..


تَعَهَّدَ – أَلْف مَرَّة - بِأن يَدُوسَ عَلَى قَلْبِهِ بِقَدَمَيهِ إذا لَزِمَ الأمرُ .. ثُمَّ نَقَضَ مَعَ النَّفسِ عَهْدَهُ دونَ خَجَلٍ مِنْها أو أَسَفٍ .. فَقَطْ " لِأنَّهُ يُحِبُّ " !..


قَارِئى الفَاضِل :


هَذا هُو دِيوانِىَ الأوُّلُ .. طِفْلاً بَيْنَ كَفَّيْكَ .. فَأسألُكَ بِهِ الرّفْق .. وَأَنْ تَقْرَأهُ بِقَلبِكَ لا بِعَيْنَيْكَ , وَأسْألُكَ أنْ تَتَغَاضَى عَمَّا تَجِدُ فِيهِ مِن زَلَلٍ , فَنِسْبَةٌ مِمَّا فِيهِ كَتَبْتُها وَلَمْ أَزَلْ فى طَوْرِ المُرَاهَقَةِ .. حَيْثُ الإنْدِفَاع سَيّدُ المَبَادِىء , والغَضَبُ أَسْبَقُ مِنَ العَفْوِ .. وَقِلَّةُ الخِبْرَةِ أسَاسْ ..






غازى ؛


27 سبتمبر 2010






========================================


مدخل ..






إذا الشعرُ


سلَّمَ بالمستحيلِ ..


سيصبحُ كالجثة الهامدة ..


إذا الشعرُ


آمن بالإنحناءِ ..


فمن ينقذ الأمة المقعدة ؟..


إذا الشعرُ


صار ربيعاً .. ونيلاً ..


وزهراً ندياً ..


وطيراً جميلاً ..


فمن يشعل النار فى الهمم الباردة ؟ ..






إذا الشعرُ


لم يطلق الحقَّ من قيدِهِ ..


ويخلع بالسيف من قيَّده ..


إذا الشعرُ


لم يستثير النفوس ..


ويمرق كالسهم للأفئدة ..


إذا الشعرُ


لم يملأ الأرض حبَّا ..


ونوراً .. وناراً ..






فليس له فائدة !..






======================================








إهــــــداء


إلي نورِ عمري ..


وسِتُّ البناتِ ..


لِمَنْ عَلَّمتني السّبَاحةَ في أبْحُرِ المُفرداتِ ..


وأجملُ بيتٍ


بكل القَصائدِ والأُغنياتِ ..


وأروَعُ حَرْفَينِ بَينَ جَميعِ اللُّغاتِ ..


وأوَّلُ دِيوان شِعرٍ بعمرى ..


إليها ..


إلي أعنَفِ العًاشقاتِ ...






لمَن علَّمَتْني كِتَابَةَ شِعُري ..


فَوقَ الرّياحٍ


بماءِ المَطَرْ ..


ومَن عرَّفَتْني طُقُوسَ الغَرامِ ..


ومَن غَسَّلّتْني بِضوءِ القَمَرْ ..


إلي مَن أُسَافِرُ فِيها طَويلاً ..


ولّسْتُ أُفَكّرُ مَاذا سَأرْبَحُ بَعْدَ السَّفَرْ !






إلي مَوْطِنِ العِشْقِ والعَاشِقِينْ ..


وأوَّلُ دَمْعَةِ فَرحِ ..


بِعُمري الحَزينْ ..


إلي مَن تُحَوّلُ شِعْري بَسَاتِينَ فُلِ ..


وتَنْزِعُ مِنْ مُفْرَدَاتي الأنِينْ ..


إلي ذَلِكَ الوَرْدُ في وِجْنَتَيها ..


ولِلبَحْرِ خَلْفَ سَوَادِ العُيونْ ..


إلي شَمْسِ عُمْري ..


إلى "يَاسَمِينْ " .. !!


===================================







سَيّدُ الأحزان ..






أتَيتُ مُجَرَّداً مِنْ كِبْريائي


سخيَّ الدمعِ .. مُنكَسرَ الرجاءِ






وَقَفْتُ علي يَدَيْكِ .. وَفي عُيُوني


دُموعٌ مِثلُ أمْطارِ الشّتاءِ






وَأنتِ تُرَدِّدِين ولا تُبالي


"وَداعاً يا صَدِيقُ .. إلي اللّقَاءِ "










ألم يُحْزِنْكِ يا حَسْناءُ حَالي ؟


وأثارُ الشَّقَاوةِ .. والشَّقَاءِ ..






قَسَوتِ .. فَما لِدَمْعَاتي سَبيلٌ


لديكِ .. وَلَمُ يَعُدْ يُجْدي بُكائي






فَهَلْ أَسْكَنْتِ غَيْرى في مكاني ؟


وقد أَقْسَمتِ عِنْدي بِالوَفَاءِ ..






دَفَنْتِ حِكايَتي في الأرضِ ظلماً


وقَدْ كانَتْ تُرَفْرِفُ بالسَّمًاءِ






فَواأسفي .. عَلَي عُمْرٍ أضَعْنَا ..


وساعاتٍ قَضَيْنا في اللّقَاءِ






أضَعْتُ سِنِينَ عُمْري في سَرَابٍ


فَلَيتَ العُمرُ يَرجِعُ لِلوراءِ










ورُحْتُ أُشَيّدُ الأوهامَ قَصُراً


وبَعثَرتُ الأماني في الهَواءِ ..






وأبقَي سَيّدُ الأحزانِ وَحْدِي


ويَبْقي الحُزنُ أَوْفَي أصدِقائي






قَضَائِي .. أنْ أَعيشَ إذاً وَحيداً


فَكَيفَ .. فَكَيفَ أَهرُبُ مِنْ قَضَائي ؟؟


















من رسائل السيدة " م " ..






(1)


أعَنْ جَدٍ ؟


تُراك أرَدْتَ تَعرفَ ما هي الأخبارُ عَن جدِ ؟


أنَا يا سَيدي وَحْدي ..


وشَلَّالٌ علي خَدّي ..


فَمُنذُ رَحَلتَ ..


ليس لدَي غير الحزنِ والنكـدِ ..


أنا ..


والدمعُ ..


والذكري ..


لأيامٍ من النعناعِ والوردِ ..


أخذتَ جميعَ مافيها ..


دقائقها .. ثوانيها ..


وغِبتَ بها إلي الأبدِ ..


سرقتَ العمرَ من عمري ..


سرقتَ الروحَ من صدري ..


وخَلَّفتَ الأسي والحُزنَ بين يدي ..


وقد خَلَفْتَني وحدي ..


وبعدك ليس لي وطن ..


فهل لك موطنا بعدي ؟






أعدتَ الآنَ تسألُ : كيفَ أحوالي ؟


فكيف تُري تكونُ اليومَ أحوالي ؟


أنا كطبيعتي دوماً


أتذكرُ كيفَ كنتُ أناْ ؟


مسالمةٌ .. وطيبةٌ


أحب الشعرَ والشَّجَناْ


وأقطعُ في سبيل أحبتي مُدناْ






ولكنْ كيفَ .. كيفَ وجدتَهُ رَقْمي ؟


فهل لا زلتَ تحفظُهُ ؟


وقَد أهملتَه زمناْ ..!


وقد ضيعْتَني بيديكَ ..


قد حطَّمْتَ آمالي ..


وأحرقتَ الأغاني في فمي


وخَنقتَ موَّالي ..


فَهل لازلتَ تسألُ : كيفَ أحوالى ؟






أنا حالي بِلا حالٍ ..


فحُزني لا يُفارقُني ..


وشكّي فيكَ مزَّقَني ..


أكُنتَ تُريد أن أبكى على نَفسى ؟


أكُنتَ تُريد إذْلالي ؟


رَحلتَ وبعدَ عَامٍ جِئتَ تسألُني ؟


فماذا بعد هذا العُمر من عُمري تَبَقَّي لي ؟




















أنا .. وأنت .. وهى






خَوْفي عَلَيْكَ .. ومِنها أنْ تُفرِّقَنا


وهَل ستُنهي الذي كنَّا بَدَأناهُ






أتسْكُنَ الآنَ قَلبَاً كُنتُ أسْكُنُهُ


وتَدَّعي أنها أَوْلَي بِسُكْنَاهُ ؟






وتَسْرِقَ الحُلمَ مِنْ عَيْني وَمَا عَلِمَتْ


بأننا قَبل مَولِدِها حَلُمْناهُ






لعلَّها لم تُصدّقْ حينَ قلتَ لها


كمْ كان قلبُكَ يَرْعَاني وأرْعَاهُ






وكمِ اخترعنا طريقاً لا وجودَ لهُ


وحينما ضاقتِ الدنيا مشيْنَاهُ






وبيننا ذكرياتٌ لا مَثيلَ لها


فَهَلْ سَتَحُكي لَهَا عَمَّا فَعَلْنَاهُ ؟






جَلَسْتُ وَحْدى بَعيداً .. وهي جَالسَةُ


إلي يَمينكِ .. تسمعُ ما قَصَصْنَاهُ






تُحيطَها بِذِراعِ كي تُدَفّيها


ويَأمرُ البردُ جِسْمي .. ثُمَّ ينهاهُ






أَتِلْكَ تَشْعُرُ مِثُلي مَا تُحسُّ بهِ


أَتِلْكَ تَفْهمُ قلبَك أو خَبَاياهُ


أنا أحِبُكَ .. من غيري سيفهَمُهُ


ومن سيقرأُ ما قَدْ كُنْتُ أَقْرَاهُ






أنا أُحِبُكَ .. فَافْهَمْ أصْلَ مُشكلتي


ولا تُحَطِّمْ مَا كُنَّا بَنَيْناهُ














أذوب اشتياقاً ..






أَذُوبُ اشْتِيَاقاً .. وَعَيناكِ يا


مُنْيَةَ القَلبِ لا تَعْرِفَانِ الوَفَاءْ






وأُخْفي دُموعي وَقَدْ غَالَبَتني


وإني لَصَعبٌ عَليَّ البكاءْ






فلا شيءَ أملِكُ مُنْذُ افْتَرَقْنا


سوي الشِعرَ .. والحُزنَ .. والكِبْرياءْ






أتَيْتُكِ - يا هندُ - أُخفي جِرَاحي


فباللهِ .. ما سرُّ هذا الجفاءْ






لإن كان فَقْري .. فَهَذَا قَضَائي


وكَيَفَ أُغَيِّرُ هذا القضاءْ






أما مِن سَبيلٍ لِمَنْ دَارُه الأرضُ


نَحوَ التي قصرُها في السَّماءْ ؟










أُفَكّرُ فى الذى كانا ..










أُفَكّرُ في الذي كانا ..


وأرشِفُ كأسَ ذِكْرانا ..






وأسألُ : كيف أذْكُرُها


وقد لاقَيْتُ نِسْيانا ؟






وأشكو للسَّما حالي


فَهل تَشْكُو هي الآنا ؟






.............






أُفَكِّـــرُ في علاقتنا


وفي أيـــامِ لُقْيَانا






وفي أحلي رسائلنا


وفي أغلي هدايانا






أري النيرانَ تأكلُها


وفيها طيبُ ذكرانا






أفكرُ في حَمَاقَتِنا


وفي أنْقي خَطَايانا






وكَيفَ نُحِبُّ مَنْ لا


يَسْتَحِقُّ الحُّبَّ أحْيانا ..






وكَيْفَ يَخُونُ مُؤتَمَنٌ ؟


وكيفَ يَكونُ إنسَانا ؟






أفكرُ - يا صَديقي - كيفَ


أَنْسي كُـلَّ ما كانا ؟






لَإن مَاتَت حِكايَتُنا


فَكَيْفَ أُميتُ ذِكْرَانا ؟





















إلى صَدِيقٍ ©..






أتيتُ يا صَاحِبي .. والحزنُ أَدْمَاني


فامسَح دُموعي .. فإنَّ الدَّمعَ أعْماني ..






إن لم تَكُنْ لي دِيارٌ أسْتَريحُ بِها


فأَنْتَ داري .. وفي عينيك عنواني






وأنتَ - إن ماتت الكلماتُ - أُغنيتي


وأنتَ أروَعُ أبياتي وألحَاني






أتيتُ أشكو فثُقل الحِملِ أتْعَبني


وظلمُ قَومي .. وغدرُ الناسِ أعْيَاني






أصيرُ عِنْدَ يَسِيرِ الحالِ صَاحِبُهم


وعِندَ عُسْري وَحيداً بَيْنَ أحزاني






وطيبةُ القلبِ عارٌ في مدينتِنا


وأصبحَ الغَدْرُ مُلتَمسٌ كَنيشانِ






دَعني أُفَضْفِضُ عَلَّ الهَمَّ يَترُكُني


فَكم حَبَستُ جِراحي بينَ أوزاني






دعني فإن سُكوتي كادَ يقتُلني


وزَائرُ العطفِ من عينيك أحياني ..










ومَنْ سِواك سَيَفْهَمُ ما يُعَذّبني ؟


إذا رأي الحزنَ مُختَبئاً بأجفاني






فأنتَ أقربُ إنسانٍ إلي نَفْسِي


وأنتَ أكثرُ مَنْ تُعنيهِ أحزاني






بَصيرتي أنتَ إن ضَاقتْ بيَ الدنيا


وأنتَ أَرْوَعُ ما الرَّحْمَنُ أهْدَاني






أَرَي بِكَ النَّاسَ وَالدُّنيا .. وأعرِفُهم


فأنتَ صرتَ ضميري .. صرتَ وِجْدَاني






تَشيلُ هَمّي .. وترضي أن تعيشَ بهِ


وتَحملُ الحُزنَ عن قلبي .. وتَرعاني






فَمنْ سَيَمْسَحُ دمعي الآنَ في سَفَري ؟


وكَيْفَ أُخمِدُ أوجاعي .. وأشْجَاني ؟






وكَيْفَ أصمدُ في زمنٍ يحاربني ؟


وقد تراجعَ قبلَ البدءِ فُرساني ..






هناكَ .. كنتَ معي .. لا همَّ أحملُهُ


وكنتَ بين ليالي الشَّكِ إيماني !






أما هنا .. فهمومُ الكون تركبُني


وهاجسُ الشَّكِ يأمرني .. وينهاني










فمن يدافعُ عني .. من يصونُ دمي ؟


إذا تَمزَّقَ بعد البُعدِ شرياني ..










إلى الآنسة " ش " ..






إذا افتَرَقَتْ أيادينا ..


وإن تاهتْ - بلا أملِ – خطاوينا ..


وإن راحتْ خيولُ الحزنِ


تسحقُ رملَ وادينا ..


فضميني إذا جداً ..


لكي لا تنتهي هذي الحكاية بعد ضمتنا ..


وحتي لا نُقايضُ في قَضيَّتِنا ..


فَيَنزفُ كلُ حرفٍ في أغانينا ..






إذا دارت بنا الأيامُ ..


تُبعِدُنا .. وتُدْنينا ..


وتاهت أروعُ الأوقاتِ ..


فى تاريخِ ماضينا ..


إذا الأحلامُ خانتنا ..


إذا الدُّنيا أماتت شوقَنا فينا ..


إذا تهنا ببحر العمر ..


واندَثَرتْ جَزيرتُنا ..


وغطي الحزنُ بالأصدافِ شاطينا ..


إذا بِعُنا خواطرَنا ..


وألْغَيْنا ضمائرنا ..


وغيَّرنا أسامينا ..


وأنْكرنا عَلاقَتَنا ..


وأحرقنا رسائلنا ..


وغيرنا العناوينا ..






إذا انتحرت حكايتُنا


فليس العيب في الأيام


يا " شيماء " .. بل فينا !










كيف يمكن أن تخونى ؟






أُكَذّبُ فيكِ أخباراً تَجِيني[I]


وأعذِلُهم .. إذا ما أخبروني






وأبذلُ في رضا عينيك نفسي


وأرجو مُخلصاً أن تَقْبَليني






فهل من بعد أن قَدَّمتُ عمري


إليكِ هديةً .. هل ترفُضيني ؟






.........






أنا الأيامُ يا عمري حريقٌ


يَشُبُّ بداخلي .. فلتعذريني






وأبقي ميّتاً ما دُمتِ عنّي


هُناك بعيدةً .. لا تذكريني






فَهل تَتَذَكَّريني كل ليلٍ


ودَمعُكِ لم يزلْ بين الجفونِ






أم النّسيانُ غَلَّفَ ذِكرياتي ؟


وباع رسائلي .. ومَحَى حنيني ..






.........










صَدِيقةَ أَدمُعي .. كيف انتهينا ؟


وكيفَ بلا وِداعٍ تتركيني ؟






أنا وحدي .. أسيرُ بلا طريقٍ


ويبحرُ مَركبي عبر السنينِ !






أُسافرُ في بلادِ اللهِ عَلِّي


أُصادفُ عَنكِ أخبار اليقينِ






عَصَرتُ النِّيت[II] .. لكنْ دونَ جَدوي


كأنكِ في الحقيقةِ لم تكوني






أفتّشُ عنكِ في كل الزوايا


وفي كُلّ الأماكنِ .. والعيونِ






وأسألُ علَّني أَلقَي جَوَاباً


يُمَيزُ لي شُكوكي من يَقيني










يَقولُ الناسُ أنك لا تُحبي


وأنك كنت سراً تذبحبنى ..






وأنك بالرحيل نقضتِ عهدي


ولكني عهدتُك لا تخوني !










أحقاً ما يقولُ النَّاسُ عَنكِ


بأنَّك في الهَوَي لم تَعرفيني ؟






أقلبي كان تَسليةً .. ولهواً ؟


كما قالوا .. وهل لم تَعشقيني ؟






أجيبيني .. أجيبيني فإني


أُكذّبُهُم بِإيماني .. ودِيني






أجيبيني .. إذا لامستِ صوتاً


حزيناً جاءَ في الليلِ الحزينِ !






.......






أنا – واللهِ - ما صَدَّقتُ شيئا


ولكنِّي أَذَابَتني ظُنُـوني






لماذا لَوَّثُوا عَينيكِ؟ .. إني


عَهِدتُكِ دَوْحةً من ياسَمينِ






عَرِفتُكِ طِفلةً .. أحلَي وأنقَي


من النسمَاتِ في لَيْلِ السُّكونِ






وقَلباً صَافياً كسماءِ صيفٍ


إذا الدُّنيا اسْتَدَارتْ يَحتويني






وفي عَينيكِ لَيلٌ من دُموعٍ


وناياتٍ .. ومُوسِيقيَ حَنِينِ


فكيفَ .. فكيفَ يُمكنُ أن تَخوني ؟ ..






........










لماذا يَفتَرونَ .. لِمَ التَّجَنِّي ؟


ألنْ ألقاكِ حَتَّي تُخبِريني ؟






تَعَالي .. واثْبِتي للنَّاس أني


بِلا شكٍ حَبيبُكِ .. واحضنيني






وأنكِ كنتِ راغمةً رحلتِ


وانكِ بَعْدها لَن تَترُكيني ..






تَعَالي .. فالشُكوكُ تُذيبُ رأسي


وتَسحبُني لِهاويةِ الجُنونِ






تَعالي .. أَنقذيني من دِماغي !


صُدَاعُ الشَّكِ يَثقبُ لي جَبِيني ..






عُيونُ النَّاسِ تَخْدِشُ كِبريائي


فَكيفَ أفِرُّ من كُل العُيونِ ؟






........






تَعِبْتُ .. تَعِبْتُ من ذلّي ويأسي


ومِتُّ علي يديكِ .. فأنقذيني






سألتُكِ يا التي اختَرَعَتْ جُروحي


بربّك أنْ تَعِبْتُ .. فرَيِّحِيني






وشُدّيني إلي عينيكِ .. إني


عَهِدتُكِ دَوحَةً من ياسَمينِ






عَرِفتُكِ طِفلَةً .. أحلي وأنقي


مِنَ النَّسَمَاتِ في ليلِ السُّكونِ






وقلباً صافياً كَسَمَاءِ صَيفٍ


إذا الدُنيا اسْتَدَارَتْ يَحْتَويني






وفي عَينيكِ لَيْلٌ من دُموعٍ


وناياتٍ .. وموسيقي حنينِ


فكيفَ .. فكيفَ يُمكِنُ أن تخوني ؟ ...

















وجه ..






بِرغم الجُرحِ في أعماقِ أعماقي ..


أُفكِّر في حِكايتِنا ..


وفي حُزني ..


وإشفاقي ..


بِرغمِ قَصَائِدي


عَن غَدْرِ عَينيها ..


فَلا زالت تُكذبُني كِتاباتي .. وأوراقي !


بِرغمِ تَغَيُّبي شَهرينِ


لازالت تَكادُ تَثورُ في الأضلاعِ أَشواقي ..






بِرَغمِ ضَيَاعِ صُورتِها ..


ورغم مُحاولاتي أن تُغادرُني ملامحُها ..


فلازالت كضوءِ الشَّمسِ


نائمةً بِأحْدَاقي ..!






















لماذا تَرفُضِينَ يَدِى ؟ ..










ظَلَلْتُ رُغم النوى باقٍ على وَعْدى ..


ولَيْتَ عيناك صانتْ وَعدَها عِندى ..






يا من أتَيْتُ إليها قاطعاً مدناً


وأبحراً .. مُثْخَناً بالذلِ والنَكَدِ






أَتَسقُطُ الآنَ قِصّتُنا .. وقد رُسِمَتْ


على عُيونى .. وقد نُقِشَتْ على كَبِدى






أنرحلُ الآنَ ؟ .. هَل مَاتت مشاعرُنا ؟


وَوَدَّعَتْنا ضَمائِرُنا إلى الأبدِ ؟؟






كَم احتملتُ لأجِلكِ ما تضيقُ بهِ


قُلوبُ أهلِ الهوى .. حتى انْبَرى جَسَدى






وكدتُ أفقدُ روحى فى هَواكِ وكمُ ..


فقأتُ عَنكِ عُيونَ الغلّ والحَسَدِ






وعذَّبَتنى ليالٍ .. ما رَقَدتُ بها


وكنتِ – فيها - على كفَّىَّ تَستَنْدى










ألومُ نفسى .. فقد صدَّقْتُ من كَذَبَتْ


وضاعَ عمرى على منْ لَمْ تَصُنْ عَهدى






فَلَيْتَنِى ما مَنَحْتُكِ لَحْظَةً منى


ولَيْتَنِى ما سَمِعْتُكِ مرةً تَعِدى ..






وَعَدْتِنى بحياةٍ لا دموعَ بها


فأصبحَ الدمعُ أمطاراً على خَدّى






وكم وَعَدْتِ بدنيا لا فراقَ بها


وها أنا الآن ..أجلسُ ها هُنا وحدى ..






أَمُدُّ كَفّى إلي كَفَيْكِ مُحْتَرِقاً


بأدمُعى .. فلماذا ترفضين يدى ؟






أترفضينى لحالى ؟ ..إنه قَدَرى


ومن سيختارُ عُسرَ الحالِ عنْ عَمْدِ






أما ارتَضَيْتِ بحالى من بِدايتِنا ؟


أم جاءَ مَنْ يَشْترى عينيكِ من بَعْدِى ؟ ..






عودى إليهِ .. فإنَّ الموتَ يَسْحبُنى


وما لأحزانِ هذا القلبِ من عَدَدِ






ما تلك عيناكِ .. إنّى لستُ أعْرِفُها


فَغَادِرِى موطنى المذبوحِ .. وابتَعِدى ..






















أنا لا أُحبكِ ..










أنا لا أُحِبُّكِ ..


لا أُحِبُّكِ ..


فَافهمي !


فَمَتي مَتي تَتَعلَّمي ؟


حَطَّمتِ نفسكِ بافتراضاتِ


المُحِبِ الوَاهمِ ..


وبَقِيتِ مُنذُ عَرِفْتِني ..


تَتَخَيَّليني فَارِساً بَطَلاً ..


وأنتِ غَنائِمي ..


وتُحلِّلِينَ علي مِزَاجِكِ أنتِ كُلَّ مَواقفي ..


وتُقًيّمِي ..


وتُصَنّفِي ..


تَتَطفَّلينَ علي أَخَصِّ عَوالِمي ..






كُلُّ الحِكاياتِ التي ألَّفْتِها كَذباً تُجَنِّنِي ..


وتَحرِقُ لي دَمِي ..


فَمَتي ..


مَتَي تَتَعلَّمي ؟










هَذي الهَدَايا


لستُ أذكرُ أنني أَهْدَيْتُها ..


وقَصائدي ..


مَنْ قَالَ أني فيكِ أنتِ كَتَبْتُها ؟..


أتؤلفينَ لأصدِقائِك أَحرفاً ما قلتُها ؟


وَتُزَوِّرين رَسَائلاً – واللهِ - ما أرسَلتُها ..


لِيروا كَلَامي النَّاعمِ ..






أنا لا أحبُّ ..


ولَنْ أُحِبُّكِ ..


لَنْ أُحِبُّكِ فَافْهَمي ..






ما أنتِ مَن تُغري هَوايَ ..


ولا الغَرامَ بِداخِلي ..


أظننتِ أَنّى - بَعد هَذا الحُسْنِ –


يا مَجْنُونَتي لا عُذرَ لي ؟


وهَلِ اعتَقَدتِ بأنني


سَأذُوبُ في هَذي العُيونِ الكُحَّلِ ؟


إن الهَوي يَأتي هُنَا بالحقِ ..


لا بالبَاطلِ ..


بالشَّوقِ ..


ليسَ بِما تَخُطُّ أنامِلي ..


بالصِّدقِ ..


ليسَ بِمَا نَسَجْتِ من الخيالِ الواهمِ ..


فَمَتي مَتَي تَتَعلَّمي ؟






أنا لا أُحِبُّ ..


ولَنْ أُحِبُّكِ ..


لَنْ أُحِبُّكِ فَافْهَمي ..


وتَرَاجَعي عَنْ سِكَّتِي


لا تَحْلُمي ..










بَغداد ..










أتيتُ إليكِ مُلتفاً بأوجاعي واحزاني


يكادُ يذوبُ في الأضلاعِ يا بغداد إيماني






أدُورُ علي بلادِ الله .. منْفياً .. ومُغْترباً


وأسأل : هل ربي بغداد - يا بغداد – تنساني ؟






رَسَمْنا في زمانِ العشقِ عُنواناً لقِصتنا


فهل سيضيعُ في زمنِ الرَّصاصِ الحيِّ عُنواني ؟






صَباحُ الخيرِ فاتِنَتي .. صَبَاحٌ كُلُّه شوقٌ


وأحضانٌ .. إذا لم يسرقِ الشيطانُ أحضاني






أتَيْتُكِ بَعْدَ أن ألقَيْتُ أقلامى .. ومِحبَرتي


وبِعتُ قَصَائدي .. ولَعَنتُ أشعاري وأوزاني






زمانُ الحربِ فرَّقنا .. وشوَّهنا .. فلا شيءٌ


يميزُنا سُوي أسْمائُنا وصفاءُ وجداني !






فَهَل تَتَذكَّرِى وجهى الَّذى ذَابَتْ مَلامِحُهُ ؟


وهل تَتَذَكَّرى عَيْنَاى بَعدَ ضَياعِ أجفَانِى ؟






أنا الِمصْريُّ .. لَكِّني بأوجاعي عراقيٌّ


بأحلامي دِمَشقيٌّ .. بِصَفوِ القلب لُبناني






أنا العربىُّ .. وجهُ الشَّمسِ والتَاريخ يَعرفني


وأرضُ الرُومِ تَذكُرني .. وأرضُ الفُرسِ تَخْشَاني






وأمْريكا سَتَعرِفُ عَن قَريب مَن أكونُ أنا ..


وإسرائيلُ إن نَسِيَتْ .. فَهَل سَيْناءُ تَنسَاني ؟






أَتَيْتُ إليكِ يابغدادُ .. يا نُوَّارةُ الدُّنيا


لأُسقي الرَّافِدَين بِما تَبَقَّي لي بِشِرياني






أُلوّنُ من دُمُوعِ القلب راياتي .. وأرْفَعُها


وأُشعِلُ في شِراعِ النَّكسةِ السَّوداءِ نيراني ...


















تَجرِبتى الأخيرة










لا تَحزَنى إن قُلتُ أَعرِفُها ..


مالى أراكِ حَزينةٌ جِــدَّاْ ؟






ما تِلكَ إلَّا مَحضُ تَجربة


فَشِلَت ولَم أَحزَنْ لَهَا أبداْ






ما عُدتُ أذكرُ قِصَّتى مَعَها


فَلَقَدْ نَسِيتُ جَمِيعَ ما عَدَّى










كلُ النِّساءِ عَشِقْتُهُنَّ أنا


وأنا الَّذى أَحْصَى النّسَا عَدَدَاْ






وأنا الذى أَحضَرْتُهُنَّ .. أنا


وأنا الذى ضَيَّعْتُهُنَّ سُدَىْ






أَغُرَقْتُهُنَّ جَمِيعَهُنَّ بِأشْعارى


فلم يَبْلُغْنَهَا حَدَّاْ






فَسَقَيْنَنَى كأسَ الهَوى عَسَلاً


وَسَقَيْتُهُنَّ مَعَ الأسَى كَمَدَاْ






طَوَّقْتُهُنَّ بِإصْبَعَينِ .. وَمَا


غَادَرتُ خَاصِرَةً وَلا نَهْدَاْ






وَلَكَمْ وَعَدتُ فَلَمْ يَدُمْ وَعْدِى


فَإذَا مَلَلْتُ أُخَالِفُ الوَعْداْ






ولَكَمْ سَبَكتُ لَهُنَّ أعْذَاراً


فَقَبِلنَهَا .. وَقَبِلتُ ما أُهْدَىْ






كَمْ بِعْتُ أَجسَادى لَهُنَّ فَمَا


مِنْهُنَّ إلَّا واشْتَرَتْ جَسَدَاْ






لَكِّنَ قَلبى ما وَصَلَنَ لَهُ


أَبَداً .. ولا قَارَبْنَهُ أبَدَاْ






حَتَّى أَتَيتِ إلىَّ يا عُمرِى


فَأخَذْتِهِ .. ولَبِسْتِهِ عِقدَاْ






ما كُنتُ أَعرِفُ قَبلَكِ النَّجوَى


والشَّوقَ .. والآهاتِ .. والوَجْدَاْ






فَشَرِبتُ كاسَاتِى مُعَلقَمَةً


وأنا الذى شَرِبَ الهَوَى شَهْداْ






وَدَفَنْتُ كلَّ تَجَارِبى الأولى


والآنَ لا أَرجو لَهَا عَوْدَاْ






وَبَقِيتُ أَشْهَدُ أنَّكِ امرَأتى


مَهمَا جَرَى .. والكَوْنُ قَدْ شَهِدَاْ










فإذا التَقَيْتِ بِمَنْ عَرِفتُ فلا


تَسْتَشعِرى حُزْناً .. وَلا نَكَدَاْ






وتَفَاخَرى أَنْ كُنتِ قَاتِلَتِى


ولتَفْرَحى .. إذْ صِرتِ لى حَدَّاْ !










الحُبُّ المَجْنـونْ






وَإنى أحِبُّكِ


بالرَّغمِ مِمَّا يُثارْ ..


وبالرَّغمِ مِمَّا رَوَى النَّاسُ عنكِ ..


بأنَّكِ نَجْمٌ بَعِيدُ المَدَارْ ..


وَأنَّ التَّفَكر فيكِ احْتِضارْ ..


وأنَّ الحُصولَ على نَظرةٍ مِنكِ


أُسطُورةٌ ..


وأنَّ التَّقَرُّبَ مِنكِ .. انْتِحارْ !






وَإنى أُحِبُّكِ ..


إنى لأعرفُ أنِّى أُطالبُ بالمُستَحيلِ ..


وأنّى تّخّطَّيْتُ حَدَّ الجُنـــــونْ ..


وأن ليسَ فَرقٌ إذا ما عَشِقتُكِ


بينَ الخَيالِ .. وبَينَ اليَقينْ ..


وأعرفُ أنّى سَأفقِدُ عَقْلى ..


إذا مَا رَأيْتُكِ لى تَبسُمينْ !


وأَبقى أُحِبُّكِ رُغم اقتِناعى الشَّديدُ


بأنَّكِ - كالشَّمسِ - لا تُطْلَبِينْ !






وإنّى أُحِبُّكِ ..


إنى مريضٌ بِحُبِّكِ


فَلْتَعذِرينى ..


إذا ما أتَتْكِ المَرَاسيلُ مِنّى ..


فَلا تُهمِلِيها ..


ولا تُهمِلِينى ..


وحينَ يُناجِيكِ مُنْتَصَفَ اللَّيلِ رقمٌ غريبٌ


فَلا تَسألى الأصدقاءَ عَنِ السِّر ..


ولْتَسْألينى ..


فَلَنْ تَجِدى بَينهم


مَن يُفَسِّر هذا الغُموضَ المُريبَ سُوايا ..


ولَنْ تَجِدِى بَينهُم


من تَجَرَّأ أن يُعلنَ الحُبَّ


إلَّا عُيُــــــونى !!






وإنّى أُحِبُّكِ ..


إنّى أُحِبُّكِ ..


كيف تُريدينَنى أن أُبرهِنَ


أنّى سَقطتُ ببحرِ الغَرَامْ ؟؟


وَأنَّك سيفٌ بقلبى يَنامْ ..


وَماذا سَأفْعَلُ ..


ماذا تُريدينَنى أنْ أُسَوِّى


لِتُبدينَ أىَّ اهتمامْ ..


وماذا أقولُ ؟ ..


إذا كانَ حُبّى لِعَينَيكِ أكبرُ


مِن أن يُعَبِّرَ عنهُ الكلامْ !










وإنّى أُحِبُّكِ ..


إنّى أُحِبُّكِ .. - للمرَّةِ الألفِ - إنّى أُحِبُّكِ ..


وأعترفُ اليومَ أنّى فُتِنْتْ ..


وأنّىَ حاولتُ قَتْلَكِ فى أوَّل الأمرِ ..


لَكِنْ جَبُنْتْ ..


وأنّى دَفَنتُكِ فى القاعِ شَهرَينِ ..


ثُمَّ اكتَشَفْتُ


بِأنّى الذى قَد دُفِنْتْ ..


وإنّى أُحِبُّكِ ..


إن كانَ عِشقِى لِعَينيكِ حقاً جُنُوناً ..


فأشهِدُكِ الآنَ أنّى جُنِنْتْ ..










إيمــان !






إيمانُ يا وَجَعى المثبتِ فى أغانىَّ الحزينة ..


الوقتُ بَعدَكِ ميتٌ ..


والصبرُ بَعدَكِ ميتٌ ..


والموتُ يجتاحُ المدينة ..






إيمانُ ..


يا قلباً تكوَّن من إضاءاتِ القَمرْ ..


يا أروعَ الألحانِ والكلماتِ


يا أحلى أناشيدِ المطرْ ..


لو أنَّ لى درباً سُواكِ , لَكُنتُ أطلُبُهُ


ولكن لا مَفَرّْ ..


لو أنَّ لى وطناً سواكِ حبيبتى


لقَصَدْتُهُ ..


لكنَ لى وَطنٌ وَحيدٌ ..


بين عينيكِ انتَحرْ !






لَو أنَّنى بِيدىَّ تَغييرَ القدرْ ..


لَو أَستَطيعُ الآنَ دَفْنَ مَشَاعِرى ..


لَو أنَّ قَلبى مِنْ حَديدٍ , أو حَجَرْ ..


لو كُنتُ أحتَملُ الفِراقَ – حبيبتى –


لذَبَحتُ أشواقى ..


ولكنى بَشَرْ !






إيمانُ ..


كيف رَحَلتِ دونى


بين أمواجِ الزَّمانْ ؟


يا أنتِ .. يانَبعُ النَّقاءِ ..


ويا زمانٌ


عَلَّم العشاقَ ما مَعنى الحَنَانْ ..


إيمانُ ..


أيتها الرفيقة والرَّقيقةُ مثل زهرِ الأُقحُوَانْ ..


من أين - أيتها الوديعةُ - كلَّ هذا العُنفُوانْ ..


هانَتْ عَلَيكِ مَواجِعى .. ومَدامعى ..


وأنا الذى قد كنتُ جِسراً للأمانْ ..


وأنا الذى ..


رَاهَنتُ فى عَينيكِ عُمراً كاملاً ..


وأنا الذى ..


.. خَسِرَ الرِهانْ !










لأنكَ لَستَ مَعى !






أتَدرى لماذا يَقولونَ عَنى


بأنى أُفتّشُ عَن مَصرعى ؟






أتَدرى لماذا أُسافِرُ فى


بَحْرِ حُزنىَ كالمركبِ الضَّائعِ ؟






أتَدرى لماذا إذا صِرتُ وَحدِى


تُحاصِرُنى دائماً أدمُعى ؟؟






أتَدرى لِمَ الهَمُّ يَجتاحُ قَلبى


أتدرى ؟


.. لأنكَ لستَ مَعى !










موعد






وكنتُ لِوَحدى .. بِعيدِ الغَرامِ[III]


وكانت تُغَطّى دموعى العيونْ






وكنتُ أظُنُّكِ لَن تتركينى


وحيداً .. فَخابت لدىَّ الظُنونْ






وكذَّبتُ نّفسِى .. وَقُلتُ : سَتَأتى ..


إلى أن بَلَغتُ حُدودَ اليَقينْ


جَلَسْتُ وحيداً بِحُزنى .. وَحيدٌ


كما كُنتُ دوماً .. كَما تَعلَمينْ






وأيْقَنتُ أنكِ خَالَفتِ وَعْدِى


وأنى خَسِرتُكِ يَا يَاسَمينْ ..










من يوميات ثائر ..






أَعلنتُ الحَربَ على عَينيكِ ..


وأُعلنُ أنّى نَظَّمتُ جَميعَ الثَّوَرَاتْ ..


والآن ..


سأصدرُ كلَّ بَياناتى لكِ


بالكلماتِ الغَزَلِياتْ ..


سأدُّقُ طُبُولَ الحَربِ بِعزفٍ


مِنْ أَحلى السّيمفُونِيَّاتْ ..


وسأنشرُ شعرى مَرسُوماً سِرّيَّاً


للعشَّاقِ


يُوَزَّعُ مِثلَ المَنشورَاتْ ..






يا أروعَ سيدةٍ الكونِ ..


وأعجبَ سيدةٍ فى الكونِ ..


وأوَّلُ سيدةٍ فى الكونِ


تُصَاحِبُها كُلُّ النَّجماتْ ..


يا ذاتِ الرِّمشِ الأُسطورىِ ..


وذاتِ الكُحلِ الفُرعُونىِ ..


وذاتِ الغمَّازاتْ ..


سيدةَ الكوكبِ ..


غَاليتى ..


دُلّينى عَن طُرقٍ تُوصِلُنى للأحزانِ


سِوى شَفَتَيكِ ..


أو دُلّينى عَن أوطانٍ


أرحلُ فيها دونَ رجوعٍ


مثلُ رَحيلى فى عَينيكِ ..


..


قَاتلتى ..


يا مَوتى الأحلى ..


إنى لم أستسلمْ أبداً ..


لكنى استسلمت الآن لكى أرتاح ..


على كَفَّيكِ ..






آه يا أروع أزمانى ..


يا أحلى .. أحلى أحزانى ..


يا امرأة حين تفارقنى


أشعر آلام الإدمانِ ..


رفقاً بى ..


رفقا بالدنيا ..


فالكوكب يشهد حين أحبك


أقسى حالة ثوران ..


رفقاً بالعالم يا قمرى ..


وابتسمى ..


فالشمس تعانى ..


ابتسمى ..


فالدنيا رسمٌ ..


يحتاج لبعض الألــوانِ ..


عمرى .. وحَياتى


وطريقى مابين الصعب


وبين الصعبْ ..


يا قدرى ..


يا أروع شىءٍ


موجودٌ فى مملكة الربْ ..


دربى من صغرى أعرفه ..


لكنك حين أتيت إلى


لا أدرى ..


كيف أضعتُ الدربْ ..


لا أدرى ..


كيف أفسر للتاريخ مواجهتى


مع هذا الحبْ ..


ولا أعرف


من فينا استسلم للثانى طوعاً ..


من فينا خسر الحربْ ..


ولا أذكر ..


فى أى معاهدةٍ كبرى قدمت القلبْ ..






لا أذكر ..


لا أذكر شيئاً إلا أنى ..


أعلنت على عينيك الحب ..


وخسرت الحربْ ..


خسرت الحربْ ..














لِأنى أُحبك ..






لأنى أحبك ..


أرجوك أن تخرجى من حياتى ..


وأطلب منك الرحيلْ ..


لأنى أحبك ..


أرجوك بالله أن ترجعى عن طريقى ..


فإن طريقى طويلْ ..


لأنى أحبك ..


أرجوك أن تتركينى ..


ولا تذكرينى ..


وقولى وداعاً


لمـاضٍ جميلْ ..






لأنى أحبك ..


أرجوك لا تحلمى بالرجوعْ ..


وأسأل عيناكِ


ألا تسلم رايتها – لحظة – للدموعْ ..


لأنى أحبك ..


أرجوك أن تكرهينى !


وأن تُهملينى ..


فإنى أضيعْ ..


حياتى أمامى خريفٌ طويلٌ ..


ولا زال عمرك فى مستَهَلِّ الربيعْ ..






لأنى أحبك ..


أدعوك أن تقبلى دعوتى للرحيلِ ..


وأن تقبلى بالقضا والقدرْ ..


وأرجوك ألا تفيتى القطار ..


فقد حان .. قد حان وقت السفرْ ..


دعينى هنا ..


فطريقى ظلام ..


ورعدٌ ..


وبرقٌ ..


ودربى خطرْ ..


قضائى هروبٌ طويلٌ ..


ونفىٌ .. وسجنٌ ..


وليلِى أضاع القمرْ ..


لأنى أحبك ..


أرجوك أن تتركينى ..


فإنى أخاف عليك من المُنتظَرْ ..






















عُنــوانُ مأساتى






تاهت ببحركم العاتى شراعاتى


وأصبح الغدر مينائى .. ومرساتى






إذا الأحبة باعونى بلا ثمنٍ


فمن إذا يشترى منى جراحاتى






أضعت عمرىَ طوعاً فى محبتكم


فأخطأت فى محبتكم حساباتى






منحتكم من حياتى طيب جنَّتِها


وكنت أحسبكم أهلا لجنَّاتى






أنا الذى فارق الأوطان مُرتحلاً


إلى يديكم .. وخانتنى خيالاتى






حتى إذا جئت مسروراً لكم بدمى


أهْدرتموه .. ودَمَّرتم مسرَّاتى






واحسرتاه على روحى .. وغربتها


على حياتى .. وأيامى وساعاتى






على اشتياقى الذى سقطت كواكبه


كما تهاوت بوجه الريح راياتى






أما حَزِنتم لأحلامى .. وغربتها ؟


أما اكْتفيتم بأيامى المريراتِ ؟


لِتزرعوا فى شرايينى خناجركم


ولْتكتبوا بأياديكـم نهايـاتى






وشاهدونى .. وآلامى تُمزِّقنى ..


واستمتعوا بضياعى بين أناتى






أنا الشريدُ .. فلا أهلٌ .. ولا وطنٌ


ولا صديقٌ .. سوى أوجاع ناياتى






أنا .. أنا سَيّدُ الأحزانِ من صغرى


ولْتشهدوا أننى ملك الجراحاتِ






اليوم .. أشرب كأس المر من يدكم


وأنا الذى قد شربتم شهدَ كاساتى






اليوم .. أعرف أنى لست من دمكم


وأجعل الغدر عنــواناً لمأساتى










أميـرة ..






وأنتِ الأميرةُ - لو تعلمينْ ..


وأنتِ الحياةُ .. وأنتِ السّنينْ






وأنتِ التى قيلَ عَنْها الأساطيرُ


فى كتبِ العِشقِ واليَاسَمِينْ






وأنت الوَليدةُ .. أنت القصيدةُ


أنشودةُ الحلم للحالمينْ ..






ومُلهِمَتى حينَ يأتى المساءُ


وأغنيتى ال لُحِّنَتْ بالأنينْ ..










حبيبةُ قلبى .. ومُنية روحى ..


وعمرى .. وشعرى .. ونايى الحَزينْ






لأجلِكِ فَصَّلتُ أحلى الأغانى ..


ولولاكِ .. ما كُنتُ فى العالمينْ ..






ولولا عُيونك ما كنتُ شيئاً ..


ولا صرتُ من أشهرِ العاشقينْ






فكيفَ تُريديننى أنْ أُوَضّحَ


والشوق فى العينِ بادٍ مبينْ ..






إذا شِئتِ أن نَرسُمَ الحبَّ نُوراً


رسمناهُ بالضَّىّ فوق العيونْ






وإن شِئتِ أن نَكتبَ الحبَّ شِعْراً


كَتَبْنَاهُ بالكُحلِ فوقَ الجُفونْ






أيا من أَتَتْنى لِتَحْتَلَّ قَلْبى ..


فكانتْ بهِ أروعَ الغاصِبِينْ






أحبك جداً .. بلا أى حدٍ


فَحُبّى يُضَخَّمُ فى كلِّ حينْ






أُحبُّكِ كالليلِ .. يا ليلِ عمرى


إذا نامتِ الشمسُ يأتى حزينْ






أُحِبُّكِ جِدَّاً .. وَجِدَّاً .. وَجِدَّاً


أحبك أكثرَ ما تَحْلُمِينْ ..






وأنتِ الحَبِيبَةُ .. أنتِ الصَدِيقَةُ


أنتِ الأميرةُ .. لَو تَعْلَمِينْ ..


















من رابعِ المستحيـل ..






تَخَيَّلتُ أني نَسيتُكِ ..


حينَ رَمَيْتُ إلي النارِ كلَّ الهدايا ..


ومزَّقتُ كلَّ الصُوَرْ ..


وأَقنَعتُ نفسي


بأني حَذَفتُكِ من داخلي ..


وأوهَمتُها أنَّ قلبي حَجَرْ ..


وأَقسَمْتُ أنّي ما عُدتُ أذكرُ شيئاً ..


ولكنَّ ‎قلبي اعتَذَرْ !






تَخَيَّلتُ أنك كنتِ مجرَّدَ وقتٍ جميلٍ .. ومَرّْ


وأنكِ فصلاً سريعاً سَيمضي ..


كفصلِ الربيعِ ..


وفَصْلِ المَطَرْ ..


وأني سأنساكِ


مثلَ النساءِ اللَّواتي عَرِفتُ ..


وأنكِ مثلُ جميعِ البَشَرْ ..


ولكنني ما تَخَيَّلتُ يوماً


بأنكِ .. أنتِ القَدَرْ !










تَخَيَّلتُ أني قَتَلتُكِ عَمْدَاً بِكِلْتا يَدَيَّا


بكُلِّ بُرودِ ..


وعاهدتُ نَفسي بألا أضمُّكِ


إن جِئتِ في ذاتِ يومٍ إليَّا ..


وألَّا أُلاقِيكِ حينَ تَعُودى ..


وعَاهدتُ نفسي كثيراً .. كثيراً ..


وحينَ اتَّصلتِ عليَّا ..


نَسَيْتُ جَميعَ .. جَميعَ العهودِ !


تَخَيَّلتُ أني سأبدأ من أولِّ السطرِ


عمري الجديدِ ..


وأن الذي كان بَيني وبَينَكِ قد ماتَ ..


منذ الزمانِ البَعِيدِ ..


وحاولتُ إقناعَ نفسي بهذا ..


وعشتُ التحدي كطفلٍ عنيدِ ..


تَخَيَّلتُ أني نزعتك من داخل القلب حين افتَرَقْنا


ولكن ..


تَفَاجَأتُ أنك لازلتِ نائمةً في وريدي !


وأدركتُ ..


أن وجودَكِ في الكونِ


سِرُّ الوجودِ ..






تَخَيَّلتُ ..


أن من السَّهلِ


ألَّا أفَكّرَ فيكِ لوقتٍ قليلْ ..


وأني سأعشِقُ غيرَكِ بَعْدَ الرَّحيلْ ..


تَخَيَّلتُ أنى سَألقى بَديلاً ..


ودُختُ ..


فلَمُ ألقَ هَذَا البديلْ ..


تَخَيَّلتُ أنّى سَأسْلو وأنْسَى ..


بحبٍ جديدٍ ..


وصبرٍ جميلْ ..


ولكنني الآن أيْقَنْتُ أنّي تَحَامَقْتُ جِدَّاً ..


فَنِسُيانُ عينيكِ - يا هِندُ -


مِن رابعِ المستحيـلْ ..














تغيرنــا ..






وغيرنا ملامحنا


فأصبحنا تماثيلا


وألغينا مشاعرنا


وأطفأنا القناديلا






تغيرنا


وبررنا لأنفسنا


بأنا ليس في يدنا لهذا الأمر تبديلا


وان الكون يمقتنا


وأن الناس لم تقبل علاقتنا


فبالله اسكتي


وكفاك تمثيلا






متي نقبل حقيقتنا


ونعرف أننا صغنا بكفينا نهايتنا


وزورنا الأقاويلا






متي نصحو


فهذا الدور دور لا يناسبنا


ولا يحتاج تنميقا ولا يحتاج تعديلا






لتعترفي بأنا قد قتلناها


وعن عمد طويناها


حكايتنا انتهت بأكفنا‎ ‎نحن


وليس الدهر أنهاها !


















حكاية لا تمــوت ..






أنا حياتى لا روحٍ سأحياها ..


فإنها الروح .. جنتها .. وحُمَّاها






حبيبتي لم تمت أبدا حكايتنا


ولا الزمان بفصل الغدر أنهاها






أتنتهي الآن في يومين كيف وقد


تحطمت سنوات في حناياها






أتنمحي ذكريات بيننا كنا


بدمع أعيننا فرحا رسمناها






وتختفي كلمات الحب من لغتي


وتسقط الآن أبراجا بنيناها






لمن سأكتب إن ماتت حكايتنا


ومن سيمنح للأبيات معناها






ومن سيختار ألفاظي وأبحرها


فما غزوت بلاد الشعر لولاها






حبيبتي .. أحرقت حقآ رسائلنا


فما إذا بعد هذا العمر أقساها






أموت بين حروفي وهي راضية


فهل ضياعي بواد الموت أرضاها


ألست أول من أحيا أنوثتها


وكنت أول من لونت عيناها






وكنت أول من يجتاز أبحرها


وكنت أول من يرسو بميناها






وها أنا وسياط الغدر تجلدني


أظل أسأل نفسي هل سألقاها ؟






شريكتي في حياتي كيف أكرهها


وليس لي في فضاء العمر إلاها






حبيبتي .. كيف لا أنسي خطيئتها


وداخلي الحب أكبر من خطاياها






هي التي علمتني كيف أعشقها


وما تعلمت منها كيف أنساها !






وكيف أنسي التي في القلب فرشتها


وبين عيني ونور العين سكناها ؟؟














خاصمتنى فيك نفسى !






يا صديقاً غبت عنه


وارتحلت ببحر يأسي


أقطع العمر اغترابا


بين أحزان وبؤس






هائما قلقا حزينا


أشتكي يومي لأمسي






باحثا عن ظل نور


بعد أن ضيعت شمسي






منذ أن سافرت وحدي


تاه في جنبي همسي






كنت صوتي في ليالي


الصمت تشدو كنت حسي






شاءت الأقدار ابعادي


وكأس البعد كأسي






يا صديقي ليس ذنبي


هل يردَّ الوعدَ بأسي






لا تعاتبني فإني


خاصمتني فيك نفسى












كبريــاء ..










في ذلك الوطن


الذي احترف الدعارة والبغاء ..


في ذلك الوطن الذي


نصف القصائد فيه هرتلة ..


وباقيها هراء ..


في هذه الأرض


التي ابتلعت عظام رجالها ..


وتقبلت حكم النساء ..


في ذلك الوطن


الذي احترف البلاهة والغباء ..


فينصب الزنديق شيخا أزهريا


بينما ..


فرض الحصار علي جميع الأتقياء !






في ذلك الوطن الذي


قد علم الأوطان قتل الأنبياء ..


ودعا إلي الكفر المبين


دعا إلي ذبح الحياء ..


في ذلك الوطن المذبذب


بين عصر الراشدين ,


وعصر رواد الفضاء ..


في ذلك الوطن المشتت


بين موت في الصباح علي الحدود ..


وبين عرض عسكري في المساء ..






في ذلك الوطن


الذي لم يبق فيه سوي الرئيس ..


أو الوزير ..


أو العقيد ..


أو اللواء ..






في ذلك الوطن


الذي يرمي بنا للموت


عند سواحل اليونان


شوقاً للشقاء ..


في ذلك الوطن


الذى يحني الرؤوس لسارقيه ..


أنا رفضت الإنحناء !






في ذلك الوطن


الذليل علي قصور الأغنياء ..


فيبيع شعبا كاملاً بلفافتي تبغ


وأرضا بالدواء ..


في ذلك الوطن الذي ضاعت كرامته هباء


لاشيء أملك في يدي ..






لا شيء ..


إلا الكبرياء ..!






















هرتلــة







كفي هرتلة ..


فليست قضيتنا في السماء


وليست ظروفي هي المشكلة ..






وليس علي الناس لوم لأني


أسلم قلبي لمن أشعله ..






كفي هرتلة ..


قضيتنا كلها في الوفاء


وفيمن يفي ..


وفيمن يخون ولا وعد له !






قضيتنا : من تمزق في الإنفجار ؟


ومن في غرور رمي القنبلة ؟






رحلت ..


لأنك لا تكتفين بحبٍ ..


وتلك هي المسألة ..






أنا كان عشقي كثيراً عليكِ


وقد كان حبي لا حد له






وأنت تريدين مالاً وجاهاً ..


وهذي هي النقطةُ الفاصلة


..................................


كفاك ادعاءاً بأنا ذُبحنا


بسيف القضاء .. وسيف القدرْ






وأن السماء تجنت علينا ..


وأن الظروف تجنت علينا ..


وأنا نحارب كل البشرْ






فنحن الذان اخترعنا الظروف


ونحن الذان كتبنا القدرْ






ونحن الذان ذبحنا النجومَ ..


ونحن الذان قتلنا القمرْ






هوانا فرمناه قبل الرحيل


وبعد الرحيل المرير انتحرْ






دفناه بالأعين الكاذبات


ورحنا نصبُّ الدموع مطرْ






وعدنا لنحلف أنَّا ظُلمنا


وقلنا القضاء .. وقلنا القدرْ






وقلنا يحاربنا كل شيئ


وصغنا الأكاذيب كي نعتذرْ






كفاك افتراءاً ..


فلم ندخل الحرب أصلاً ..


فكيف إذا ننتصرْ ؟


هىَ ..










هي أول من تسكن عمري


هي آخر من تسكن شعري






هي روح تسرقني مني


وتسافر بي نحو القمر






هي وجه يسكن ذاكرتي


كالنقش علي بطن الحجر






وجه كالبدر إذا ما تم


وأحلي من وجه البدر






رائحة البحر شذاها بل


أطيب من رائحة البحر






ونجوم تحتل العينين


ونور وشموس تجري






وبلاد أقطعها سفرا


فيطول بعينيها سفري






هي دنيا ليست كالدنيا


عمر لا يحسب في عمري










صوت يهمي كالموسيقي


ككمان مجروح الوتر






وحروف ما ذكرت في كل


لغات الجان ولا البشر






كلمات تخرج من فمها


فتزلزل أعماق الصدر






كلمات لا أتحملها


فلها بي مفعول السحر






هي أكبر من أي كلام


في الشعر يصاغ وفي النثر






فكرت كثيرا أتراها


خلقت من طين أم عطر






من أول يوم جائتني


سلمت لعينيها أمري






كيف استسلمت لعينيها


وتركت حياتي بيديها


إني لا أدري ..


لا أدري !














لاميس ..






صديقتى ..صارت الكلماتُ ترفضني


وأصبح الشعر بين يدي ينهار






يمر عمري وأيامي مفرقة


علي الجراحات ،والأحزان أمطار






فساعة لي وساعات علي قلبي


وكيف أحيا وهذا الدهر دوار؟






أرجوك لا ترجعي يوما فتعتذري


فليس تنفع بعد الهجر أعذار










نسيتني بينما ذكراك تسكنني


فهل سينجح ضد الموج إبحار؟






سلبتني العمر ثم رحلت صامتة


وبعد لم تأت عن عينيك أخبار






عامان والشوق في جنبي مستعر


ودون عينيك أسوار وأسوار






عامان والصبر يزرعني ويقلعني


كأنما اليأس في جنبي إعصار






فلترجعي .. أو فغيبي عن مخيلتي


فلست أعرف صدقا كيف أختار






عودي إلي إلي شعري إلي لغتي


فأنا غريق وبحر الشعر غدار






أو فارحلي عن سمائي .. واتركي وطني


فإنما العشق - يا لاميسُ - أقدار










ذكريات






كأن قضائنا ألا نكونا


وكم ذبح القضاءُ العاشقينا





يموت حنيننا ظلما وقهرا


فمن منا الذي قتل الحنينا







بلا أسف أضعنا في ثوان



حكايات منحناها سنينا





وأسقطنا هوانا من يدينا


بلا وعي وأغمضنا العيونا







فلا لوم علي الأقدار إنا



تعمدنا اغتيال الشوق فينا










وأصبحت الحكاية ذكريات



جميلات تموت إذا نسينا












كم مرة ..






كم مرة أخبرت أني راحل ..


لكنني في لحظة


أبقي لديك


مكذبا هذا الخبر ..


كم جئت كي أنهي العلاقة بيننا


فإذا رأيتك تبسمين


أعدت في أمري النظر !!






كم مرة أقسمت


أن أنساك مثل الأخريات ..


ورغم أيماني


أعود فأعتذر !!


كم مرة حاولت


كسر حصارك المفروض في قلبي


ولكن ما كسر !!






كم مرة قررت


أن ألقي علي عينيك أشعار الوداع ..


لكنني


من بعد أن ألقي القصائد دامعا


ألغي قرارات السفر !!


كم مرة خططت


كي أغتال عشقك داخلي ..


وقبيل تنفيذ المخطط


لا أري إلا دمي ..


وكأن قلبي ينتحر !!


كم مرة حاذرت


من عينيك أثناء اللقاء


كمن يحول جاهدا عينيه عن ضي القمر ..






كم كنت أدعو الله


أن أنساك لكن بعدها ..


أيقنت أني كنت أعترض القدر !!














رغما عنك أو عنى ..










لأن الحب يتركنا


بلا وعد ويأتينا ..


لأن الليل مهما غم


عن فجر سينبينا ..


لأن الدهر دوار


يضاحكنا


ويبكينا !!


لأن الذكريات تعيش


ما عاشت حكاوينا ..


لأن الأمس لا ينسي


وإن نُسيت أسامينا ..


لأن الناس قد شهدوا


بأن العشق حادينا ..


ونور الشمس موعدنا


وواد الشوق وادينا ..


لأن طريقنا خطر


ستمضى فيه - رغما عنك أو عنى – خطاوينا !!










أنت الأخيرة






لاتسأليني عن حبيباتي


فأنا أحبك أنت مولاتي






لم يبق لي إلا حكايتنا


من بعد ما ماتت حكاياتي






إني نسيت قصائدي الأولي


أنت الأخيرة في قصيداتي






أنت النساء جميعهن فهل


أحتاج بعدك للحبيبات ؟






عيناك أروع قصة كتبت


في كل تاريخ الكتابات






عسلية العينين لا أدري


أنا كيف أنسي فيهما ذاتي






ومنحت عمري كله لهما


ومنحت أيامي وساعاتي






فهما لدي جميع ما امتلكت


كفاي في زمن الجراحات






وطني .. ومنفاي .. وعاصمتي


وجهنمي .. ونعيم جناتي






وحضارتي الكبري .. ومملكتي


وأميرتي .. أحلي الأميرات






أنا ليس لي إلاك في الدنيا


لا تسأليني عن حبيباتي


فأنا أحبك أنت مولاتي






لم يبق لي إلا حكايتنا


وقد انتهت كل الحكايات






***************


































انتهـــى














جميع الحقوق محفوظة باسم الشاعر / غازى المصرى


© 2011






جمهورية مصر العربية


محافظة دمياط














.:: للتواصل ::.






Blog: WwW.SadBook.Blogspot.Com






Ghazy.Eg@Gmail.comEmail:





WwW.FaceBook.com/Zizo3G






MoBile: 01002537204










© إلى توأم روحى : حسن جابر .. وعزت عبد الحليم


[I] تأتينى


[II] شبكة الانترنت .. ( فيس بوك ) .


[III] عيد الحب (فالانتاين داى).